لماذا كانت رؤى يوسف الصدّيق عليه السلام من أعظم الرؤى في تاريخ البشرية؟
رؤى الأنبياء ليست كأحلام الناس، فهي حقٌّ من الله تعالى، وهي جزء من الوحي، كما ورد في الحديث الصحيح: "رُؤْيَا النَّبِيِّ وَحْيٌ" (رواه البخاري ومسلم).
ومن بين كل رؤى الأنبياء، تبقى رؤى يوسف الصدّيق عليه السلام مثالًا فريدًا في عمقها وصدقها، وتحقُّقها حرفيًا عبر السنين. فقد وردت في القرآن الكريم ثلاث رؤى كبرى في قصة يوسف، كل واحدة منها تحمل معنى غيبيًا وإشارة قَدَرية عظيمة.
📌 الرؤيا الأولى: سجود الشمس والقمر والكواكب
قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام:
يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
(يوسف: 4).
كانت هذه الرؤيا نبوءة مبكرة تُشير إلى تمكين يوسف في الأرض، وسجود إخوته وأبويه له احترامًا وإجلالًا، وقد تحققت بالفعل بعد سنوات من الألم والفتن.
📌 رؤيا السجن: الخبّاز والساقي
خلال سجنه ظلمًا، فسر يوسف عليه السلام رؤيا شابين سجينيْن معه، وكانت هذه المرة الأولى التي يظهر فيها تمكّنه من علم تأويل الأحلام، مما جعله أهلًا لاحقًا لتفسير رؤيا الملك.
📌 رؤيا الملك: السبع بقرات والسنابل
قال تعالى:
إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ...
(يوسف: 43).
وهذه الرؤيا كانت سببًا مباشرًا في إخراج يوسف من السجن وتولّيه منصبًا رفيعًا في الدولة، إذ فسّرها بخطة اقتصادية دقيقة لإنقاذ مصر من المجاعة.
🔍 دروس وعبر من رؤى يوسف الصدّيق
- الرؤى قد تكون إشارات من الله تُمهّد لمسارات عظيمة.
- من يتقِ الله ويصبر يُكرمه الله بالتمكين، كما قال تعالى:
إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
. - التمكين لا يأتي فجأة، بل بعد ابتلاءات وصبر وتزكية.
📚 المصادر:
- القرآن الكريم – سورة يوسف.
- تفسير ابن كثير والطبري.
- صحيح البخاري ومسلم – باب رؤيا النبي.
🌟 لا تنسَ مشاركة المقال مع من تحب، وترك تعليقك أدناه حول أكثر رؤيا أثّرت فيك من قصة يوسف عليه السلام.